الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

لا يزالون على قيــد الحياة .،,َ!

أول مرة ف حياتي ...... أقوم بزيارة هذا المكان,,. مجرد ذكر اسمه كان يرهبني، و يبعث في قلبي القشعريرة، و ربــما الاشمئزاز!
"مــادري ليــش،؟!"
 حــاولت كثيـرا مشاركة صديقاتي الرحلات إلى تلك البقع المنسية من العالــم و لكنني أتردد، و لحســن الحظ، كانت الظروف دائما تمنعني،’!
إلــى أن غلبت "خزعبلاتــي" و تشجعت و شددت الرحـــال نحو تلك البقعة الغيــر مرئية .,!
"راكضنا، و تضاربنا، و ربعنا، و دبجنا، و تصاقعنا، و وصلنا لي أكبــر راس بس عسب نحصل إذن دخــول ..!!!!
عصــــبت أنا الصراااحه ، لأنه هالمكان بالزوووور خلق الله يطبوونه و بعد مع هالاجراءات، خيييير شششر محد بيي صووبه رفعوا ضغطي والله ....,!"
بعد ما خطفنا ع صب واي ,، و خذنا لنا سندويجات ع السريع لنسكت بها بطوننا الخاوية، لأنه نبا نلحق نوصل ع الموعد المحدد!
و ترايسنا "تسابقنا" على الدرب مع بعض السيارات المنطلقة كالسهم، و شتمنا بعض الدريوليووون الجووليووون .. < الفورم : دريول جولة و تعني سائق أبله....!
وصلنا بالسلامة إلى ذلك المبنى المتهالك، منظره أثار في نفسي الرعب مرة أخرى، أشعر بالموت يختبأ في حناياه، و بالوحدة الأبدية تزين جدران ذلك المبنى..,، مبنى للأموات ، يحتكر بين جدرانه و أسواره أرواح مناضلة نقية لا تزال على قيد الحياة,،’!
تصارعنا و تهازبنا و كل وحده تقول للثانية إنتي دشي "ادخلي" أول ، ثم مشينا بخطوات خجولة نرقب المجهول الذي ينتظرنا بالداخل..,،!
في الاستقبال كان ذلك الأعمى البصير و صديقه الذي حاك له الزمن ذات القدر، ارتجفت و خجلت من أن ألقي السلام، و تراجعت عن خطوتي الأولى و لكن انطلاق صديقاتي شجعني، فحاولت الدخول معهن في الحديث و عرفت بنفسي ... سعادتهم بمجرد حديثنا معهم كااااانت لا توصف، لم أكــن أتوقع منهم كل هذه الحيوية و الانطلاق و الأمل الحي في ملامحهم الميتة ..،, تمصخرنا معاهم حبتين و أكملنا الجولة (هتفت بحمااااس: إيييييييه !! عيني بعدها ناااشفة..!!) نعـــم ، فإن ما كنت أخشاه هو أن تغلبني دموؤوعي و أنا أرى أعين أولاءك  الآباء تروي حزنهم الدفين و لوعتهم المكبوتة بنكران فلذات أكبادهم لهم .، لا أريد أن أرى سرحانهم و كلماتهم التي تخرج من اللاوعي لتطعن قلوبهم و قلبي الصغيـر.، لمــاذا ؟ لمــاذا ؟
وصلـــنا للغرفة رقم 5 ، كـــان ذاك العجوز ذو الأرجل المبتورة، الذي عجز عن حمله أبناءه بعد أن حملهم على ظهره لسنين طويلة، بعد أن أفنى الغالي و النفيس ليراهم يقفون، و لما أوقعه الزمن، تركوه في مرمياً في أرضه يتأوه من ألم السقطة و ألم النكران البشع من أبناءه .،,!
و مع ذلك كــان لا يزال يبتسم، لا يزال يضحك و يسوووولف و يداعبنا كأبنائه، و يجارينا بأفكارنا الشبابية، و لم يذكــر أبدا آلامه أو حزنه على فقده لعائلته، لقد كان ماهراً في أخفاء فجيعته، و لــكنني قرأتها في عينيه الكسيرتين.,. !
و غيرهم الكثير من آباء و أمهات منسيين، قتلوهم ، و لكنهم لازالوا على قيد الحياة،!
كانت وصيتهم : لا تقطعوا وصلنا، خلونا نشوفكم...!
فهل سيرونا ثانيةً ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

لا يزالون على قيــد الحياة .،,َ!

أول مرة ف حياتي ...... أقوم بزيارة هذا المكان,,. مجرد ذكر اسمه كان يرهبني، و يبعث في قلبي القشعريرة، و ربــما الاشمئزاز!
"مــادري ليــش،؟!"
 حــاولت كثيـرا مشاركة صديقاتي الرحلات إلى تلك البقع المنسية من العالــم و لكنني أتردد، و لحســن الحظ، كانت الظروف دائما تمنعني،’!
إلــى أن غلبت "خزعبلاتــي" و تشجعت و شددت الرحـــال نحو تلك البقعة الغيــر مرئية .,!
"راكضنا، و تضاربنا، و ربعنا، و دبجنا، و تصاقعنا، و وصلنا لي أكبــر راس بس عسب نحصل إذن دخــول ..!!!!
عصــــبت أنا الصراااحه ، لأنه هالمكان بالزوووور خلق الله يطبوونه و بعد مع هالاجراءات، خيييير شششر محد بيي صووبه رفعوا ضغطي والله ....,!"
بعد ما خطفنا ع صب واي ,، و خذنا لنا سندويجات ع السريع لنسكت بها بطوننا الخاوية، لأنه نبا نلحق نوصل ع الموعد المحدد!
و ترايسنا "تسابقنا" على الدرب مع بعض السيارات المنطلقة كالسهم، و شتمنا بعض الدريوليووون الجووليووون .. < الفورم : دريول جولة و تعني سائق أبله....!
وصلنا بالسلامة إلى ذلك المبنى المتهالك، منظره أثار في نفسي الرعب مرة أخرى، أشعر بالموت يختبأ في حناياه، و بالوحدة الأبدية تزين جدران ذلك المبنى..,، مبنى للأموات ، يحتكر بين جدرانه و أسواره أرواح مناضلة نقية لا تزال على قيد الحياة,،’!
تصارعنا و تهازبنا و كل وحده تقول للثانية إنتي دشي "ادخلي" أول ، ثم مشينا بخطوات خجولة نرقب المجهول الذي ينتظرنا بالداخل..,،!
في الاستقبال كان ذلك الأعمى البصير و صديقه الذي حاك له الزمن ذات القدر، ارتجفت و خجلت من أن ألقي السلام، و تراجعت عن خطوتي الأولى و لكن انطلاق صديقاتي شجعني، فحاولت الدخول معهن في الحديث و عرفت بنفسي ... سعادتهم بمجرد حديثنا معهم كااااانت لا توصف، لم أكــن أتوقع منهم كل هذه الحيوية و الانطلاق و الأمل الحي في ملامحهم الميتة ..،, تمصخرنا معاهم حبتين و أكملنا الجولة (هتفت بحمااااس: إيييييييه !! عيني بعدها ناااشفة..!!) نعـــم ، فإن ما كنت أخشاه هو أن تغلبني دموؤوعي و أنا أرى أعين أولاءك  الآباء تروي حزنهم الدفين و لوعتهم المكبوتة بنكران فلذات أكبادهم لهم .، لا أريد أن أرى سرحانهم و كلماتهم التي تخرج من اللاوعي لتطعن قلوبهم و قلبي الصغيـر.، لمــاذا ؟ لمــاذا ؟
وصلـــنا للغرفة رقم 5 ، كـــان ذاك العجوز ذو الأرجل المبتورة، الذي عجز عن حمله أبناءه بعد أن حملهم على ظهره لسنين طويلة، بعد أن أفنى الغالي و النفيس ليراهم يقفون، و لما أوقعه الزمن، تركوه في مرمياً في أرضه يتأوه من ألم السقطة و ألم النكران البشع من أبناءه .،,!
و مع ذلك كــان لا يزال يبتسم، لا يزال يضحك و يسوووولف و يداعبنا كأبنائه، و يجارينا بأفكارنا الشبابية، و لم يذكــر أبدا آلامه أو حزنه على فقده لعائلته، لقد كان ماهراً في أخفاء فجيعته، و لــكنني قرأتها في عينيه الكسيرتين.,. !
و غيرهم الكثير من آباء و أمهات منسيين، قتلوهم ، و لكنهم لازالوا على قيد الحياة،!
كانت وصيتهم : لا تقطعوا وصلنا، خلونا نشوفكم...!
فهل سيرونا ثانيةً ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق